الأربعاء، 15 أبريل 2020

حَدِيثُ الصّمتُ /// بقلم الشاعرة /// عزة عبدالنعيم





حَدِيثُ الصّمتُ

حَدِيثُ الصَمتُ يدوِي
يَعصِفُ بِنا
تَتناثرُ أشلاؤنا
علي جُدْرانِ الأيامَ
فوق أرصِفةُ النِسيانَ
تذبحُنا الآه ..
حَبيسةُ الوِجدانَ
تصمِتُ الجُدُر وجعا
و تقرعُ طبول الشكِ و الحيرة
بينَ القلبِ و العقلَ
وحينها
نتوجهُ بكلِ الصخبَ
المُنصَهِرُ في بوتقةِ الصَمتَ
إلي القلمِ و الأوراقَ
فلا أري إلا..
خُطُوط حَائِرة
أخادِيدُ غَائِرة
تَجاعِيدُ مُمتدة
و حُروفٍ نِقاطُها الحَنينَ
أكتُبُ إليك في كُلِ حِين
ف الكلماتُ - لك - حياة
و إن كُنتُ لعُنوانكَ مِن الجَاهلِينَ
فأنت مِيناءُ سلامَ
ترسُو عليه سُفن روحي التائِهه
في بحارِ الأنين
مَعكَ ألتِقطُ انفاسي
بعد أن أنهكتنِي أمواجُ الحياة المُتلاطِمة
و أتسائلُ ...
من أنت لِتحتلُ أوردتي
وما عادت لديّ قُدرة علي الخِذلان
قَيدتنِي بأغلالِ مِن حرير
و أنهكَني الشوقُ إليك
فأفتقدُني بِكَ
و تفاصيلُكَ التي لا أحياهَا
و أشتاقُكَ في غِيابَكَ
ليتني أُسكِنُ الشوق بقلبي
ليتني أُشفي مِنكَ
يا من يغفُو فوق سطُوري
وصار سِرا مُخبأُ في الوتينِ
ففي عينيكَ لقاءُ و فقدَ
و معالِمُ وجدِ
و عَاصفةُ دِفء
و جُنونُ برد
ليتني أُشفي مِنكَ
في وجودِكَ ..
مُوجز الكلماتَ
و في غيابك ..
حُروف الشوقَ
بلا حياة ..
تَرسُو
علي أرصِفةِ الإنتظَارَ
بعد أن أرهقتها الأحلام
أغرقتَنِي فِي بحارِ الأوهامَ
وفي مُفتَرقِ الأنين
تراكمتَ الكلِماتَ ..
أشُم رائحة أملٍ مفقُود
بينَ أنقاضِ الغِيابَ
عَلِق اللقاء
علي جدارِ الذِكْريات ..
قهوة ..
دُخانَ ..
عِتابَ ..
بِلا أصَواتَ
تتحطَمُ الرَغبةُ فِي البَوحِ
علي حَائِطُ المُباحَ واللا مُباحَ
ولقاءٌ
مازالَ راقِدا علي رَفِ الإحتمالاتَ .


عزة عبدالنعيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق