- قصة قصيرة مأساة
- لم أدر ما أوقفني في هذا المكان وتسمرت قدماي.
- ووقع نظري علي حذائي المتسخ بالأتربة فأحسست
- بضيق شديد.
- ورفعت رأسي ونظرت بعيني الي مدي ليس ببعيد
- ولا بقريب ..فلمحت طفلا بين أكوام الزبالة. يفتش
- في أكياس الزبالة ويتناول منها لقيمات من الخبز الجاف.
- يرتدي ثيابا رثة بالية قذرة ممزقة كل جزاء
- من الثوب يترنح ويطير من شدة الهواء.
- فيكشف عن جسده النحيف الهزيل
- ثم يعود الثوب ويغطي جسده وشعر رأسه
- عالقة به الأتربة حافي القدمين
- فلما وقع بصري علي هذا المشهد أحسست
- بألم شديد ومرارة شديدة وحدث لي حزن بالغ
- فقلت يا الله رحمتك بالعباد
- فأردت أن أعرف ماهي أسباب تشرد هذا الطفل
- ولماذا يأكل من الزباله
- فمشيت وئيدا نحو الطفل وانظر اليه
- دون أن ينتبه الي أو يلمحني عندما أقتربت منه
- أرتجف وأضطرب وجري وناديت عليه لكي أعرف
- قصته
- كان يخطو خطوات مسرعة ثم ينظر الي الخلف
- ولست أدري ماذا فعل الطفل حتي يخاف من أي شخص
- ينادي عليه
- توقفت قليلا .
- فجاءة التقيت به في نهاية الشارع المزدحم
- فأبصرني خوفا وكأني احد رجال الشرطة
- يبحث عنه
- فأسرع الخطا ثم ينظر الي الخلف
- ويتمتم بكلمات كثيرة لا أفهمها ولا أدري مغزاها
- شدني موقف هذا الطفل ونسيت كل شيئ
- قررت أن أقدم له المساعدة .
- وحاولت أن أسأله مع من يعيش
- وقد أخترق الطفل الزحام الذي يصعب أختراقه
- بسهولة
- الشارع المزدحم بلفيف من البشر ثم أختفي
- بينما أنا أمام احدي المقاهي المتطرف
- أبصرته يمشي خلف عربة كارو ولا ادري ماذا بها
- فأبصره العربجي ونزل من العربة و جري خلف هذا
- الطفل
- فأنتابني شغوف الي معرفة وضع الطفل
- فأخذت أتتبع سلوك هذا الطفل دون أن يبصرني
- أبصرته ينظر الي محل الحلوي بنظرة الحرمان
- ويطيل النظر
- وأخذت أتتبع خطواته ونظراته ثم وقف أمام مطعم
- ولعابه سألت الي الطعام وتسمرت قدماه أمام المطعم
- ثم يضع أصبعه في فمه
- والرجال وأطفالهم في المطعم و أخذ يمعن النظر اليهم في تحسر وغيرة وهم يأكلون أشهي الماكولات
- ويشربون الذ المشروبات
- ثم تحرك بعد أن زجره صاحب المطعم
- وبعد تفادي المطعم وجد توسكل عليه خبز
- واقف وصاحبه علي وضع الاستعداد للتحرك
- وبدأ ينظر الي الخبز ثم مد يده وأمسك بكيس من
- الخبز ولمحه صاحب التوسكل
- وأخذ يجري وراءه حتي امسكه
- وأنهال عليه ضربا
- فأسرعت اليهم والطفل يقول أمانة أمانة
- وهو يبكي بدموع منهمرة وقلت أنا للرجل
- أتركه بالله عليك وخذ مني ماتريد وأترك له
- كيس الخبز ولما سألت الطفل لما ذا فعلت هذا
- بكي وقال أنا وأخوتي لم نذق طعاما من يومين
- وأبي رجل ضرير لا يقدر علي العمل بعد فقد
- بصر ه في حادث وليس لدينا أي شيئ في هذه
- الدنيا وأخوتي أصغر مني سنا
- وبعد برهة أختفي الطفل وسط الزحام
الجمعة، 10 فبراير 2017
قصة قصيرة مأساة /// بقلم الشاعر كمال الدين حسين القاضي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق