الجمعة، 10 فبراير 2017

قصة قصيرة مأساة /// بقلم الشاعر كمال الدين حسين القاضي



  • قصة قصيرة مأساة
  • لم أدر ما أوقفني في هذا المكان وتسمرت قدماي.
  • ووقع نظري علي حذائي المتسخ بالأتربة فأحسست
  • بضيق شديد.
  • ورفعت رأسي ونظرت بعيني الي مدي ليس ببعيد
  • ولا بقريب ..فلمحت طفلا بين أكوام الزبالة. يفتش
  • في أكياس الزبالة ويتناول منها لقيمات من الخبز الجاف.
  • يرتدي ثيابا رثة بالية قذرة ممزقة كل جزاء 
  • من الثوب يترنح ويطير من شدة الهواء.
  • فيكشف عن جسده النحيف الهزيل
  • ثم يعود الثوب ويغطي جسده وشعر رأسه
  • عالقة به الأتربة حافي القدمين
  • فلما وقع بصري علي هذا المشهد أحسست
  • بألم شديد ومرارة شديدة وحدث لي حزن بالغ
  • فقلت يا الله رحمتك بالعباد
  • فأردت أن أعرف ماهي أسباب تشرد هذا الطفل
  • ولماذا يأكل من الزباله 
  • فمشيت وئيدا نحو الطفل وانظر اليه
  • دون أن ينتبه الي أو يلمحني عندما أقتربت منه
  • أرتجف وأضطرب وجري وناديت عليه لكي أعرف
  • قصته
  • كان يخطو خطوات مسرعة ثم ينظر الي الخلف
  • ولست أدري ماذا فعل الطفل حتي يخاف من أي شخص 
  • ينادي عليه
  • توقفت قليلا .
  • فجاءة التقيت به في نهاية الشارع المزدحم
  • فأبصرني خوفا وكأني احد رجال الشرطة
  • يبحث عنه
  • فأسرع الخطا ثم ينظر الي الخلف
  • ويتمتم بكلمات كثيرة لا أفهمها ولا أدري مغزاها
  • شدني موقف هذا الطفل ونسيت كل شيئ
  • قررت أن أقدم له المساعدة .
  • وحاولت أن أسأله مع من يعيش 
  • وقد أخترق الطفل الزحام الذي يصعب أختراقه
  • بسهولة
  • الشارع المزدحم بلفيف من البشر ثم أختفي
  • بينما أنا أمام احدي المقاهي المتطرف
  • أبصرته يمشي خلف عربة كارو ولا ادري ماذا بها
  • فأبصره العربجي ونزل من العربة و جري خلف هذا
  • الطفل
  • فأنتابني شغوف الي معرفة وضع الطفل


  • فأخذت أتتبع سلوك هذا الطفل دون أن يبصرني
  • أبصرته ينظر الي محل الحلوي بنظرة الحرمان

  • ويطيل النظر 
  • وأخذت أتتبع خطواته ونظراته ثم وقف أمام مطعم
  • ولعابه سألت الي الطعام وتسمرت قدماه أمام المطعم
  • ثم يضع أصبعه في فمه
  • والرجال وأطفالهم في المطعم و أخذ يمعن النظر اليهم في تحسر وغيرة وهم يأكلون أشهي الماكولات
  • ويشربون الذ المشروبات
  • ثم تحرك بعد أن زجره صاحب المطعم 
  • وبعد تفادي المطعم وجد توسكل عليه خبز
  • واقف وصاحبه علي وضع الاستعداد للتحرك
  • وبدأ ينظر الي الخبز ثم مد يده وأمسك بكيس من
  • الخبز ولمحه صاحب التوسكل
  • وأخذ يجري وراءه حتي امسكه
  • وأنهال عليه ضربا
  • فأسرعت اليهم والطفل يقول أمانة أمانة 
  • وهو يبكي بدموع منهمرة وقلت أنا للرجل 
  • أتركه بالله عليك وخذ مني ماتريد وأترك له
  • كيس الخبز ولما سألت الطفل لما ذا فعلت هذا
  • بكي وقال أنا وأخوتي لم نذق طعاما من يومين
  • وأبي رجل ضرير لا يقدر علي العمل بعد فقد
  • بصر ه في حادث وليس لدينا أي شيئ في هذه
  • الدنيا وأخوتي أصغر مني سنا
  • وبعد برهة أختفي الطفل وسط الزحام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق