الجمعة، 20 أكتوبر 2017

المحامي عبد الكريم الصوفي _ ( الغروب الحزين )



( الغروب الحزين )

حاورتُ نَفسي ... والوقتُ كانَ أصيلُ

قُلتُ الغُروب ... في الخَريفِ جَميلُ


قَد تَنجَلي الروح ... أحزانَها قد تَزولُ

ذَهَبتُ لِهَضبَةٍ في الجِوار ... تَدنو منَ البِحار

قُبَيلَ أن يَنقَضي النَهار ... إنٌَ دَربَها طَويلُ

بَلَغتُ قِمٌَتَها ... يا لَها الآفاق ...بركانها يَثورُ

صُبِغَ الكَونَ بالأرجُوان ...

والبِحارُ لوٌِنَت والسُهولُ

أجواءُ أُسطورَةٍ ... مَلاحِمُُ وطُبول

مَعارِكُُ ... هَزائِمُُ ... أشلاء

روائِحُ القَتلى تَملئُ الأجواء

صَبيَُةُُ تَبكي في الجِوار ... قَد أبكَتِ الأشجار

أسرابُُ ... من الطُيور ...

تَغريدها قَد أثارَ الشَجَن

كَيفَ جاءَت تِلكُمُ المِحَن ؟

نادَيتُ ... يا غادَةً عَصَفَت بِها الأقدار

أوشَكَت شَمسنا على الغُروب

هَل غادَرَ روحَكِ الحَبيب ؟ ... عَلٌَهُ قَريباً يَعود

من وراءِ الحُدود ...

قالَت : وهي تَجهَشُ ... هَل يَعودُ الشَهيد ؟

دَنَوتُ من مكانِها ...

قَطَراتُُ من العَسَلِ تَسيلُ على خَدٌِها

قَد جَفٌَتِ الشَفَتَين ... ورَعشَةُُ فيهِما ...

أسكَتَني لِلَحظَةٍ ... حِزنها ... قاوَمتُ نفسي أن يَشوقها البُكاء ..

بِصَوتِيَ المَخنوقِ سألتها : ... مُذ مَتى ؟

قالَت : مَضَت مِنَ السِنين ... ثلاث ... وحُزني لا يَستَكين

نَظَرتُ للأفُقِ اللٌَعين ... ودَمعَةُُ في رُموشي تَلمَعُ و تَبين

قالَت : لَقَد أفسَدتُ عَلَيكَ المَشهَدَ الجَميل ...

وقتَ الأصيل ...

أجَبتها : أهوَ زوجَكِ ... أم الحَبيب ؟

قالَت : بَل الحَبيب

قُلتُ في نَفسي ... يالَلوَفاء ... ويالَهُ من نَحيب

وَدٌَعتها ... وسِرتُ مُطرِقاً ... ساهِمَ التَفكير ...

قالَت : تَرَيٌَث قَليلاً ... في دَربِكَ رُبٌَما أسير

قُلتُ في نَفسي : لِلٌَهِ وَحدَهُ الأمرُ والتَدبير

بقلمي

المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق