ايها الشاعر:
عندما تاتي الزوابع اذكروني كنت قلت
فلتذاروا كل بيت فيه حمق فيه خبث
ولتذاروا كل فعل مااتى منه الصواب
طين بيت قد يهون لما يغزوه العباب
فلتكفوا عن نفاق مابدا فيه النجاح
قد يعيث الفجر فيه عندما تجري الرياح
عندما تاتي العناصر للديار الواهيات
تفرغ الاثقال فيها حتى تصبح من فتات
يبحث الجاني عليه اين سرت في الحياة
قد عدمت كل شئ كيف امسى مني فات
لم اكن في الدنيا شيئا قد زرعت الشائكات
حتى حطمت الاماني منها كل الكائنات
لم اكن الا ضريرا لما ناداني الضمير
ان حبل الظلم واه مهما كان بل قصير
لم اعر للدنيا عقلا كنت عبدا للهوى
امشي فيه كبرياءا واختيالا في الهواء
كم حسبت ان مكري سوف يؤتيني النجوم
سوف يخلدني خلودا عندما تجثو الجثوم
لم اثق بالشعر اصلا كان شعرا من خيال
قلت دوما هدا قول ليس يغني من سؤال
واتخذت المكر سبلا في طريقي للوصول
قد ركبت كم دهاءا كم نفاقا كم فصول
حتى آتتني المصائب حطمتني بالنزول
في شظايا قد تهاوت عندما نادى الافول
ايها الشاعر ! فلست الا حسا في الوجود
تنبؤ الاقوام قولا كي يفيقوا من الجمود
تسبق الاحذاث تعطي كل ماء للورود
حتى تحيا في القلوب اسألوا عنه العقود
انت يامن نصحت كل ذات كل روح
اكنت تبكي من الام من حطام من جروح
كم حرقت كي تضئ كل ارض في ظلام
كم زرعت من وداد كم نبدت من خصام
كانوا صما للنداء لما ناديت يا صاح
اثقوا شر النفوس كم شرور تستباح
كم مآسي ساروا فيها كم ظلام كم وقاح
حتى امسوا في دماءا ذات يوم بالصباح
ز.م .(بلمختار الجديدي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق