الخميس، 27 أبريل 2017

حكاية أبي و أمي مع الزمن /// بقلم الشاعر عبد العظيم كحيل



  • حكاية أبي و أمي مع الزمن

  • شاب خباز 
  • فخور و واثق بنفسه 
  • و صبية تنتظر 
  • الفَرَج من ربها
  • تتحايل و تتسلل 
  • لتسرق نظرة بشوق 
  • للفَرَّان الفتى 
  • العامل عند أبيها!
  • يَلْحَظها بغمزه من عينيه 
  • إشارة!
  • فهمت 
  • الرسالة وصلت 
  • وأنا لها...
  • أَكَلت من خبزه 
  • المرقوق بيده 
  • وكأن الخبز مسحور 
  • بحبه أوقعها!
  • الأب متعاظم 
  • ومتعالي مَلَكَ أمرها
  • وأم الفتى احتارت 
  • في أمر أبنها 
  • في الطعام 
  • وضِعَ كما قيل سحرها 
  • فكان الأمر بفراش المحبة 
  • جُمعنا...
  • أرض خصبة 
  • و الفلاح يزرعها
  • في تسعة أشهر 
  • أثمرت طفلا
  • وبتسعة 
  • طفلاً آخر في حضنها!
  • تكررت التسعات 
  • لأب متعسر الحال...
  • يُجاهد الدنيا في ليلها 
  • و نهارها
  • لا يعرف الكَلل 
  • و لا المَلل رجلا
  • خَبِز الحياة 
  • من خَيْرها وشَرِها
  • يتيم الأب 
  • في كنف الأم ترعرع
  • والأم مدرسة 
  • في حضانة أولادها...
  • وأولاده جمعهم 
  • بحب الأبُوَة حنانا
  • يُكَافِح ما استطاع بحَلالِها 
  • لا بحَرَامها
  • وَصَل الليل بالنهار 
  • مناضلاً مكافحاً...
  • يجني لأهل بيته 
  • حاجاتها ومصاريفها
  • و الأم فوق أولادها 
  • حارسة وأمينة مخلصة 
  • وسند وعون 
  • مُحبة لزوجها...
  • كم تَعَرَت لتكسو ابناً 
  • للبس حاجتها
  • وكم أحجمت عن الطعام 
  • لإطعام ولدها
  • و الأولاد 
  • مع أولاد الحي يلعبون
  • لا يدرون 
  • ولا يدركون 
  • للهوِ أرادوها 
  • في البيت كصغار 
  • الدببة يتقاتلون
  • هذا يبكي وذاك يضحك 
  • لأمهم يستصرخونها
  • الغسيل في الغسالة 
  • والطبخة على النار
  • وبين أيديها 
  • طفلا لفضلاته أخرجها 
  • ما أحلاهم صغاراً 
  • قالت الأم مراراً...
  • صرخة تسكتهم 
  • و يخافون قضيبها
  • فراخ الطيور 
  • كبرت و نبت ريشها...
  • الشجيرات نمت 
  • والأولاد اشتد عودها
  • كالطيور المهاجرة 
  • طارت وتركت عشها
  • كالشجر نمت 
  • و نضجت بزار ثمارها 
  • منهم من بني عشاً 
  • سِيرة أبيه و سنته
  • حَضَنَ فراخه 
  • و بأخلاق النبي خلقها
  • و آخر أرادها حُرية 
  • ظنها خيراً...
  • فتفلت الأمور بجهالة 
  • و انفرط عقدها!
  • وآخرين و ضعوا بذرةً 
  • بغير موضعها
  • شهوةً و متعة ً 
  • لا هدف كما الله أرادها...
  • مسؤولية من ؟
  • من أنْبَت ؟ أو من انحَرَفَ؟
  • الله رسم لنا طريقاً 
  • بإرادتنا نسلكها
  • لا كحيوان مربوط بشجرة 
  • بالعقل أكرمنا !
  • ولا كما الملائكة تفعل ما تأمر
  • بل بيدك أمرها!
  • "و نفسٍ وما سواها 
  • فألهَمَها فجورها و تقواها 
  • قد أ فلح من زكَّاها 
  • و قد خاب من دسَّاها" 
  • من عَمِل صالحاً 
  • فلنفسه و من أساء
  • فعليها وِزْرَها و 
  • ما أراد الله إلا خيرها...
  • حكاية أب و أم مع الزمن...
  • فيما مضى 
  • و انقضى وانقطع زمانها
  • لا ملامة لأحد 
  • للتاريخ حوادث مؤلمة
  • دروس و عِبَر نَتَعلم 
  • و الأولاد للأحفاد تُعلمها...
  • القَسَمُ ... القَسَمُ 
  • بأن الوالدين ما هذا أرادا
  • تجري الرياح 
  • بما لا نشتهي و لا نريدها
  • و الضياع لِمَن 
  • لا ميزان عنده أو عَطَّلَهُ
  • و الله رفع السموات 
  • و وضع موازينها...


  • عبد العظيم كحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق