السبت، 1 أبريل 2017

الفراشة العاشقة /// بقلم الشاعر حكمت نايف خولي

  • الفراشة العاشقة 
  • على وريقات نرجسةٍ حالمة ...
  • غطتْ فراشةٌ زاهيةٌ متأنقةٌ ... منمنمةُ الأشكال ..
  • تحمل على جناحيها ربيعاً تتماوجُ فيه الصورُ والألوان ...
  • راحتْ تميسُ وترقصُ متهاديةً متنقِّلةً بين وريقاتِ النرجسة ....
  • أصغيتُ إليها فأحسستُ وكأنها تُرسلُ نداءاتٍ وآهاتٍ وتنهُّدات...
  • أُصبتُ بالذهولِ والاندهاش ..
  • رحتُ أُحملقُ غير مصدِّقٍ ما أراهُ.....
  • كانت رقصاتها وتنهداتها توحي وكأنها عاشقةٌ 
  • متيَّمةُ وعلى موعدٍ غرميٍّ مع فارس الأحلام ...
  • أحسستُ بالخبلِ والدُّوارِ وأنا أشاهدُ عشيقَها يغطُّ فجأةً بقربِها ...
  • يبدآنِ طقوسَ الحب ....معزوفةٌ من التنهُّداتِ والتأوهاتِ
  • على وقعِ الرَّقصاتِ والقبلات.....
  • يتعانقانِ وتتشابكُ أجنحتهما بأجملِ ما تصوِّرُه الطبيعةُ 
  • في لقاءِ العاشقين .........
  • ضمَّاتٌ وعناقٌ وقبلٌ تعبِّرُ عن أرقِّ وأعذب ِ
  • وأعمقِ العواطفِ والأشواق .....
  • بفطريَّةٍ وعفويَّةٍ تشعُّ منهما الملاحةُ والعذوبةُ والبراءة ... 
  • حبٌّ وعشقٌ وغرامٌ كما أراده المبدعُ الأعلى 
  • وطقوسٌ كما نظَّمتها الطبيعةُ الأمُّ الحنون ....
  • لم يتخفَّيا وراءَ أوراقِ الورد ِ والنرجسِ
  • ولم يخافا عيونَ الحسَّادِ والعواذل ....فهما لم يفعلا إثماً أو منكراً...
  • هما يحقِّقانِ مشيئةَ الخالقِ في مسرحيَّةِ الكون ...
  • غبطُّهما وتألَّمتُ كثيراً على أنفسِنا نحن معشرُ البشر ...
  • كم نحن نُخفي ونخنُقُ أحاسيسَنا ومشاعِرَنا .....
  • نغلِّفُها في أقنعةٍ من الزيفِ والنفاقِ
  • ونعلِّبُها في قوالبَ نتوهَّمُ أنها حضاريَّة... 
  • نقيِّدها بالقوانينِ والمفاهيمِ والعادات....بالمحرَّماتِ والمحلَّلاتِ ....
  • وهذه كلُّها تُرغِمنا وتدفعُنا لنُزَيِّفَ أنفسَنا ونتقنَّعُ بألفِ ألفِ قناع .....
  • فلا تكادُ تخرجُ مشاعرُنا وأحاسيسُنا إلى مسرحِ الحياةِ إلاَّ وقد 
  • ذبُلتْ وتلاشى أريجُها وأصابها العفنُ والنَّتنُ ......
  • هذه مأساتُنا وهذا ألمُنا نحن البشر ...
  • نموِّهُ ونشوِّهُ كلَّ جميلٍ في حياتِنا بابتعادنا عن عفويَّةِ الفطرةِ 
  • كما أرادها الله ...وبانسلاخِنا عن بساطةِ ووداعةِ الطبيعة ِ 
  • التي ترفضُ كلَّ تمويهٍ وتزييفٍ وتعليب ...
  • وهنا سرُّ شقائنا .....
  • حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق