حُبٌّ مِن وَرَقْ
لَملِمِي أَورَاقَكِ وَابتَعِدِي
فَنَارِي تَعشَقُ الوَرَقْ
وَأَنَا أَعلَمُ أَنْ لَنْ تَجِدِي
بَحراً أَجمَلُ مَا فِيهِ الغَرَقْ
.. .. ..
هُو بَحرِي يَا سَيَّدَتِي
فِي كُلِّ مَوجَةٍ قَصِيدَةْ
فَاهرُبِي قَبلَ إِعصَارِ الحُرُوفْ
وَاهرُبِي قَبلَ طُوفَانِ الظُّرُوفْ
قَبلَ عِنَاقِ الطُّيُوفْ
وَاهرُبِي قَبلَ حُلُولِ الشَّفَقْ
.....
فِي مَدِّي أُغيِّرُ مَعالِمَ الكُرةِ الأَرضِيَّةْ
وَفِي جَزرِي أَجعَلُ الشُّطْآنَ بَهِيَّةْ
حِينَ أَقذِفُ اللُّؤْلُؤَ وَالمَحَارْ
وَالصَّدَفَ وَالحبَارْ
فَيَخطَفُ بَرِيقُهَا مِنْكِ الأَنظَارْ
فَتُدخِلِينِي فِي ظُلُمَاتِ النَّفَقْ
.. .. ..
فَلا تُجَرِّبِي الغَوصَ بِالأَعمَاقْ
فَيَسِيحُ الحِبرُ مِن الأَورَاقْ
فَتُصبِحُ أَنفَاسُكِ يَا سَيِّدَتِي
بَآخِرِ رَمَقْ
حِينَ تُشَاهِدِينَ فِي قَاعِي
مَزَارِعَ المُرْجَانْ
وَغَابَاتِ الحَبَقْ
.. .. ..
فَابتَعِدِي يَا سَيِّدَتِي
فَلا زِلتِ صَغِيرَةْ
تَملأُ أَفكَارَكِ الحَيرَةْ
فَلا زِلتِ جَاهِلَةْ
بِالحُبِّ وَالشَّوقِ وَالغِيرَةْ
وَبِزَبَدِ بَحرِي وَالغَدَقْ
.. .. ..
فَابتَعِدِي يَا سَيِّدَتِي
عَن جَزرِي وَمَدِّي
عَن لَمسَةِ يَدِي
عَن شَغَفِي وَوَجدِي
فَإِنْ لامَسَكِ مَوجِي
فَالرُّقْيَةُ مِن سِحرِي لَنْ تَجِدِي
حِينَ أَحفِرُ فِي مِحجَرِ الحَدَقْ
.. .. ..
فَابتَعِدِي يَا سَيِّدَتِي
فِي صَمتِي .. عَذبُ الكَلامْ
وَفِي صَدِّي .. لَذَّةُ الغَرَامْ
وَفِي عِندِي .. رَوعَةُ الوِئَامْ
فَجُنُونُ قَيسٍ .. وَحُبُّ عَنتَرَةْ
حِينَ ظَهَرتُ أَنَا احْتَرَقْ
.. .. ..
فَابتَعِدِي يَا سَيِّدَتِي
لأَنَّنِي أُرِيدُ حُورِيَّةَ بَحرْ
عَينَاهَا زُرْقٌ وَسُودٌ وَخُضرْ
وَشَعرُهَا أَقصَرُ مِن طُولِهَا بِشِبرْ
وُجِدَ الأًلمَاسُ لِيكُونَ لأُذُنَيهَا حَلَقْ
.. .. ..
فَابتَعِدِي يَا سَيِّدَتِي
فَأَنَا أُريدُ امرَأةً لا تَخَافْ
أَعمَاقِي .. وَشِدَّةَ الغَسَقْ
تَمشِي عَلَى شَاطِئِي
وَلا تَخشَى يَا سَيِّدَتِي الغَرَقْ
جَرِيئَةْ
بَرِيئَةْ
رَقِيقَةٌ كَنسمَةِ الرَّبِيعْ
لا بَل أَرَقّ
فَغُوصِي فِي بَحرِي أَو ابتَعِدِي
فَلا أُرِيدُ حُبّاً عَلى وَرَقْ
وَلا شَوقاً بِلا عَرَقْ
وَلا دَرباً بِآخِرِهِ مُفتَرَقْ
.. .. ..
فَأَنا أُرِيدُ عَاشِقَةً أَبَدِيَّةْ
خُدُودُهَا عِندَ الشُّحُوبِ وَردِيَّةْ
أَحتَضِنُهَا بِكِلْتَا يَدَيَّ
وَلَيسَتْ حِبراً عَلَى وَرَقْ
بِقَلَمِ: إِبْرَاهِيم الصَّمَادِي