الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

قذى بِعَينكِ /// بقلم الأديب/عماد كورشى



قذى بِعَينكِ ؟ " لا؛ في العينِ أخبارُ
و هل تُدارى بعينِ اليُتمِ أسرارُ

لا تكتمُ العينُ ما في القلبِ من ألمٍ
و كيف تُخفي؛ و فيضُ الدمعِ إقرارُ


تبكِي عُروبُ على الغالي؛ و حُقَّ لها
و هل تَعِزُّ بأرضِ الخيرِ أمطارُ ؟

تبكِي عُروبُ عليه الدهرَ أجمعَهُ
و تستزيدُ؛ و في العينينِ أنهارُ

وما الحبيسةُ في دارٍ و واحِدُها
ينسلُّ منها برَغمٍ و هْوَ مُنهارُ

في عَجزِها تستغيثُ اللهَ؛ يحفظَهُ
آهاتُها من لهيبٍ ، دمعُها نارُ

يومًا بأوجدَ منها حينَ فارقَها
شِقُّ الفؤادِ؛ و في الأضلاعِ صَبَّارُ

و مَن كوالدِها يَحنُو على كَبِدٍ
مِن عطفِه - عُمرَها - ترعَى و تمتارُ

هذا " دِيابُ " عزيزُ النفسِ صائنُها
سمحٌ إذا القومُ في أحكامِهم جارُوا

هذا " دِيابُ " جوادٌ رغمَ حاجتِهِ
و اسألْ تُجِبْكَ عن الأخبارِ زُوَّارُ

هذا " دِيابُ " شريفٌ؛ صانَ عِفَّتَهُ
عن الحرامِ؛ و لم يُركِعْه دُولارُ

و إنّ باشَا قنوعٌ؛ و الورَى طمِعُوا
لم تُغرهِ من نفيسِ الدُّرِّ أحجارُ

و إنّ باشَا حكيمُ القومِ إن جَزِعُوا
و إنّ باشَا برغمِ الحزنِ صَبَّارُ

و إنّ باشَا عظيمٌ في تَودُّدِه !
للكلِّ - مهما قَسَوا - في قلبِه دارُ

و اسألْ صغيرًا بكَى في حِجرِه؛ فمضى
يهدهِدُ الدمعَ تغنيجٌ و قيثارُ

و اسألْ كبيرًا أتَى يرجُو معونتَه
كم نالَ منها؛ و لم تحجُبْه أعذارُ

و اسألْ ليالِي الأسَى؛ كم قامْ يدفعُها
منه اليقينُ بأنّ اللهَ جبَّارُ

و اسألْ فؤادًا هوَى للهِ مبتهلًا
و أذرعًا رُفِعت؛ و الدمعُ مدرارُ

و مَن كذاكَ الغريبِ اشتاقَ ضَيعتَه
يكوِيه مِنها بكفِّ البُعدِ تذكارُ

و فارقَ الكونَ؛ و الحرمانُ يُرهِقُهُ
و في الفؤادِ ديارٌ خانَها الجارُ

لِيَبكهِ الشعرُ؛ لن يرقَى لِمَوطئِه
و هلْ رثَتْ يومًا الأوطانَ أشعارُ

ليبكهِ الأهلُ حين التيهُ يأخذُهم
في حَلْكةِ الليلِ؛ و الألبابُ تحتارُ

ليبكهِ مستجيرٌ لم يَجِدْ سَكَنًا
و مُوحَشٌ ما له في الدّارِ سُمّارُ

لتبكهِ كتبٌ تاقَتْ لِلمستِه
و ياسَمينٌ و جُوريٌّ و نَوَّارُ

لتبكهِ الأرضُ ! بلْ فلتَحتفِلْ؛ فلَقد
ضَمَّتْ حبيبًا؛ ثَراهُ الغضُّ مِعطارُ
______//_______
الأديب/عماد كورشى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق