يليقُ بالموتِ ذاكَ الطينُ مُذ زَحَفا
و فوقَ عَتْبةِ كابوسِ الحياةِ غفا
يليقُ بالموتِ؛ بعضُ الموتِ مكرمةٌ
و النرجسُ الحرُّ في بابِ الردَى وقَفا
يليقُ ! يا ربِّ؛ مَن مِنّا الضحيةُ ؟ هل
تثاقَلَ الطينُ حتى خَرَّ مُرتجِفا
يا نصلةَ الموتِ ما أغرَى يديكِ به ؟
طفلُ البلايَا أصابَ الحقَّ فانتصَفا
و اللهِ و اللهِ ضاقَ الكونُ عن جسدٍ
غضٍّ نقيِّ أبِيٍّ يرضَعُ الشّرَفا
يا بنَ السّنا؛ عفْتَ أرضَ الأهلِ مبتسماً
أم دامعاً ؟ هل تَرَى في الصبرِ عنكَ جَفا ؟
ماذا فعلتَ بقلبٍ منكَ في لهَبٍ ؟
ثكلَى تناشدُ موتاً ردَّ ما اختطَفا
لا لا تلوموهُ؛ لومُوا سَوطَ لوثَتِكم
بالنارِ يطبَعُ فوقَ الظَهر ما اقترَفا
لا تَكذِبوا الدمعَ؛ وابكُوا أنفساً ثَملَت
تجترُّ من سَكرةِ الإجحافِ كأسَ صَفا
لم يعتَدِ الذُّلَّ؛ فاختارَ الردَى وطناً
و الموتُ أولِعَ بالأزهارِ فاقتطَفا
مضَى إلى الضوءِ؛ جازَ الدربَ مختصِراً
مَدَّ المسافاتِ؛ مذهولاً بما عرَفا
طيراً مضَى لجِنانِ الخُلدِ حينَ غدَا
تحتَ الترابِ لخُلدِ الخانِعينَ رِفا
أزاحَ شرنقةَ الديدانِ جانِحُه
فالأفقُ غايةُ هذا الطينِ مُذ زَحَفا
____//_____
الأديب/عماد كورشى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق