- صراع الأخيار والأشرار
- 3....فاريا
- فاريا فتاة جميلة طويلة شقراء .أمضت طفولتها في حضن امها الذي كان متخم بالمعجبين والراغبين الاستراحة في حقوله .وأمضت سني دراستها في مدرسة داخلية بعيدة عن منزل الوالدين الذي لم يكن يتسع لها من كثرة زواره .ولم تكن تراه إلا في أيام العطل وأيام الصيف الطويلة
- توحي فاري لمن ينظر إليها انها فتاة مدللة مرفهة واثقة من نفسها هادئة تقول لك وهي صامتة انها بحاجة إلى جرعات عاطفية .تكره الوحدة وتميل إلى الحياة الاجتماعية ونسج العلاقات مع الرفاق
- تعلمت فاريا مما كانت تشاهده في منزل والديها وعلاقة الوالدين مع بعضهما ومع الزوار الذين لم يكن يخلو المنزل منهم.تعلمت الكثير من الأمور والسلوكيات واختبرت الحياة قبل أن تدخل إلى ساحاتها كما اتقنت فن الغنج والدلال في أحضان الرجال من مختلف الألوان والاشكال وهي طفلة وتعرفت شيئا فشيئا على حياة مجتمع المدينة وكيف يتم نسج العلاقات بين الناس بايجابياتها وسلبيات حتى كنت اذا عايشتها تعتقد أنها كهلة وهي في سن المراهقة
- لم يكن منزل والديها يخلو من طواقم لاعبي الميسر والباحثين عن المغامرات العاطفية وفي هذا الفضاء تعرفت فاريا على أساليب وأماكن اللهو والرقص كما استمتعت بكثير من رحلات الاستجمام في البحر والجبل ومع نمو وعيها وادراكهاومراقبتها لما يجري في محيطها تمكنت من الاطلاع على كثير من أبواب النصب والاحتيال وفنون ممارسة السكر والحشيش والدعارة والمقامرة دون أن ينتبه والديها إلى ذلك كما شاهدت وتعرفت على الكثير من السلوكيات النظيفة والصداقة والاستقامة واكتسبت من خلال معياشتها لهذه الانماط المتعارضة في الهدف والقيم والسلوك خبرة واسعة بالرغم من صغر سنها
- رأت فاريا بعينها وسمعت بأذنها كيف يكون الشخص شخصين في اليوم الواحد وكيف يصبح الحب كرها والكره حبا وكيف ينام الإنسان غنيا ويصحو فقيرا وكيف يكون النصب والاحتيال قيمة اجتماعية يوصف من يتقنها ويمارسها بالذكي والماهر
- جاءت فاريا إلى المعهد من بيت متهدم من الداخل والخارج ولم تكن ترغب الانتساب إليه بل كانت ترغب إكمال دراستها الثانوية والجامعية لكن الظروف القاهرة التي ألمت بوالديها اجبرها على القبول بالمعهد وضمان إقامتها ورعايتها وابتعادها عن حياتهما واستنادا إلى هذا الفراق القسري رسمت لنفسها هدفا مستقبليا ورحلت بعيدا في أحلامها وفق نشأتها المادية والروحية
- كان قلبها مليئا بالحقد والكراهية لكل شى تراه أمامها والمحبة والطيبة في نفس الوقت كانت قيم الخير والشر تتنازعها وكان عقلها ناضجا واعيا تغرق مع نفسها في جدل واسع تتناول هذا الصراع في داخلها تحاول إنهائه وقالت إن الزمن سيكون كفيلا بذلك
- التقت فاريا مع رلى في سكنهما الجديد وتعرفت كل منهما على الاخرى من خلال الحوار التالي .سنجريه في القادم أصدقائي الاعزاء
- جرجس لفلوف سورية
السبت، 23 سبتمبر 2017
صراع الأخيار والأشرار /// بقلم جرجس لفلوف سورية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق